نعيش اليوم الرابع من رمضان مع الحبيب وحديث جديد من الأربعين النووية ، حديث يتعلق بالمعاملات وكفيل إذا إتبعناه بتحقيق السلام والاستقرار فى مجتمعاتنا.
عن أبي جندب بن جناده وأبى عبد الرحمن معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه النرمذى وقال حديث حسن صحيح.
إتق الله حيثما كنت أى إتقيه فى سائر الأمكنة والأزمنة، ومما يعين على التقوى إستحضار أن الله تعالى مطلع على عباده فى كل أحوالهم قال الله تعالى (مايكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) والتقوى كلمة جامعة لفعل الواجبات وترك المنهيات.
وقوله صلى الله عليه وسلم "واتبع السيئة الحسنة تمحها" أى إذا فعلت سيئة فاستغفر الله تعالى منها وافعل بعدها حسنة تمحها.
والحديث يدعونا إلى محاسبة النفس، وفى هذا المعنى يأتى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا) ويقول الله تعالى فى كتابه العزيز (ياأيها الذين آمنوا إتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد) 18- سورة الحشر.
وقوله صلى الله عليه وسلم وخالق الناس بخلق حسن ، يقول المفسرون أن الخلق الحسن كلمة جامعة للإحسان إلى الناس وإلى كف الأذى عنهم، وفى هذا المعنى يأتى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوها ببسط الوجه وحسن الخلق)
وقوله صلى الله عليه وسلم (خيركم أحسنكم أخلاقا)
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا وخيرهم خيارهم لنسائهم)
وفى حسن الخلق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله اختار لكم الاسلام دينا فأكرموه بحسن الخلق والسخاء فإنه لايكمل إلا بهما)
وفى وصف الله تعالى للرسول ( وإنك لعلى خلق عظيم ).
فليكن حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا فى حسن الخلق .
------------------------------------------
بقلم: نجوى طنطاوي